کد مطلب:99298 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128

خطبه 114-در طلب باران











[صفحه 263]

قال الشریف الرضی رحمه الله تعالی: قوله (ع): (انصاحت جبالنا)، ای تشققت من المحول، یقال: انصاح الثوب، اذا انشق. و یقال ایضا: انصاح النبت، و صاح و صوح، اذا جف و یبس، كله بمعنی. و قوله: (و هامت دوابنا) ای عطشت، و الهیام: العطش. و قوله: (حدابیر السنین)، جمع حدبار، و هی الناقه التی انضاها السیر، فشبه بها السنه التی فشا فیها الجدب، قال ذو الرمه: حدابیر ما تنفك الا مناخه علی الخسف او نرمی بها بلدا قفرا و قوله: (و لاقزع ربابها)، القزع: القطع الصغار المتفرقه من السحاب. و قوله: (و لا شفان ذهابها) فان تقدیره: (و لا ذات شفان ذهابها)، و الشفان الریح البارده، و الذهاب: الامطار اللینه، فحذف (ذات) لعلم السامع به. الشرح: یجوز ان یرید بقوله: (و هامت دوابنا) معنی غیر ما فسره الشریف الرضی رحمه الله به، و هو ندودها و ذهابها علی وجوهها لشده المحل، یقول: هام علی وجهه، یهیم هیما و هیمانا. و المرابض: مبارك الغنم، و هی لها كالمواطن للابل، واحدها مربض، بكسر الباء مثل مجلس. و عجت: صرخت. و یحتمل الضمیر فی (اولادها) ان یرجع الی الثكالی، ای كعجیج الثكالی علی اولادهن، و یحتمل ان یرجع الی الدواب، ای و عجت علی اولادها كعجی

ج الثكالی، و انما وصفها بالتحیر فی مرابضها، لانها لشده المحل تتحیر فی مباركها، و لاتدری ما ذا تصنع، ان نهضت لترعی لم تجد رعیا، و ان اقامت كانت الی انقطاع الماده اقرب! قوله: (و ملت التردد فی مراتعها، و الحنین الی مواردها)، و ذلك لانها اكثرت من التردد فی الاماكن التی كانت تعهد مراتعها فیها فلم تجد مرتعا، فملت الترداد الیها، و كذلك ملت الحنین الی الغدران و الموارد التی كانت تعتادها للشرب، فانها حنت الیها لما فقدتها، حتی ضجرت و یئست فملت مما لا فائده لها فیه. و الانه و الحانه: الشاه و الناقه، و یقال: ماله حانه و لا آنه. و اصل الانین صوت المریض و شكواه من الوصب، یقال: ان یئن انینا و انانا و تانانا. و الموالج: المداخل، و انما ابتدا (ع) بذكر الانعام و ما اصابها من الجدب اقتفاء بسنه رسول الله (ص)، و لعاده العرب، اما سنه رسول الله (ص) فانه قال: (لو لا البهائم الرتع، و الصبیان الرضع، و الشیوخ الركع، لصب علیكم العذاب صبا)، و قد ذهب كثیر من الفقهاء الی استحباب اخراج البهائم فی صلاه الاستسقاء. و تقدیر دعائه (ع): اللهم ان كنت حرمتنا الغیث لسوء اعمالنا، فارحم هذه الحیوانات التی لاذنب لها، و لاتواخذها بذنوبنا. و اما عاده ال

عرب فانهم كانوا اذا اصابهم المحل استسقوا بالبهائم، و دعوا الله بها و استرحموه لها، و منهم من كان یجعل فی اذناب البقر السلع و العشر، و یصعد بها فی الجبال و التلاع العالیه، و كانوا یسقون بذلك، و قال الشاعر: اجاعل انت بیقورا مسلعه ذریعه لك بین الله و المطر فاعتكرت: ردف بعضها بعضا، و اصل عكر عطف. و العكره. الكره، و فی الحدیث: قال له قوم: یا رسول الله، نحن الفرارون. فقال: (بل انتم العكارون ان شاءالله). و البیت الذی ذكره الرضی رحمه الله لذی الرمه، لااعرفه الا (حراجیج)، و هكذا رایته بخط ابن الخشاب رحمه الله، و الحرجوج: الناقه الضامره فی طول. و فیه مساله نحویه، و هی انه كیف نقض النفی من (ما تنفك) و هو غیر جائز، كما لایجوز مازال زید الا قائما؟ و جوابها ان تنفك هاهنا تامه، ای ما تنفصل، و مناخه منصوب علی الحال. قوله: (و اخلفتنا مخایل الجود) ای كلما شمنا برقا، و اختلنا سحابا، اخلفنا و لم یمطر. و الجود: المطر الغزیر. و یروی: (مخایل الجود) بالضم. و المبتئس: ذو البوس. و البلاغ للملتمس، ای الكفایه للطالب. و تقول: قنط فلان، بالفتح، یقنط و یقنط، بالسكر و الضم، فهو قانط. و فیه لغه اخری قنط بالكسر، یقنط قنطا، مثل تعب یتعب ت

عبا، و قناطه ایضا، فهو قنط. و قری ء: (و لاتكن من القنطین). و انما قال: (و منع الغمام)، فبنی الفعل للمفعول به، لانه كره ان یضیف المنع الی الله تعالی، و هو منبع النعم، فاقتضی حسن الادب انه لم یسم الفاعل. و روی (منع الغمام)، ای و منع الغمام القطر، فحذف المفعول. و السوام: المال الراعی. فان قلت: ما الفرق بین (تواخذنا) و بین (تاخذنا) ؟ قلت: المواخذه دون الاخذ، لان الاخذ الاستئصال، و المواخذه عقوبه و ان قلت. و السحاب المنبعق: المتبعج بالمطر، و مثله المتبعق، و مثله البعاق. و الربیع المغدق: الكثیر. و النبات المونق: المعجب. و انتصب (سحا) علی المصدر. و الوابل: المطر الشدید. ثم قال: (تحیی به ما قد مات)، ای یكاد یتلف بها من الزرع و ترد به ما قد فات، ای یستدرك به الناس ما فاتهم من الزرع و الحرث. و السقیا مونثه، و هی الاسم من سقی، و المریعه: الخصیبه. و (ثامرا فرعها): ذو ثمر، كما قالوا: لابن و تامر، ذو لبن و تمر. و تنعش: ترفع. و النجاد: جمع نجد، و هو ما ارتفع من الارض. و الوهاد: جمع وهد، و هو المطمئن منها، و روی: (نجادنا) بالنصب علی انه مفعول. قوله: (و تندی بها اقاصینا)، ای الاباعد منا. و یندی بها: ینتفع، ندیت بكذا، ای انتف

عت. و الضواحی: النواحی القریبه من المدینه العظمی. و المرمله: الفقیره، ارمل افتقر و نفد زاده. و وحشك المهمله: التی لاراعی لها و لاصاحب و لامشفق. و سماء مخضله: تخضل النبت ای تبله، و روی: (مخضله) ای ذات نبات و زروع مخضله، یقال: اخضل النبت اخضلالا، ای ابتل، و انما انث السماء و هو المطر و هو مذكر، لانه اراد الامطار. و الودق: المطر. و یحفز: یدفع بشده، و اذا دفع القطر القطر، كان اعظم و اغزر له. و برق خلب: لا مطر معه، و سحاب جهام: لا ماء فیه. و المجدبون: اهل الجدب و المسنتون الذین اصابتهم السنه و هی المحل و القحط الشدید. (صلاه الاستسقاء و آدابها) و اعلم ان صلاه الاستسقاء عند اكثر الفقهاء سنه. و قال ابوحنیفه: لا صلاه للاستسقاء. قال اصحابه: یعنی لیست سنه فی جماعه، و انما یجوز ان یصلی الناس وحدانا، قالوا: و انما الاستسقاء هو الدعاء و الاستغفار. و قال باقی الفقهاء كالشافعی و ابی یوسف و محمد و غیرهم بخلاف ذلك. قالوا: و قد روی ان رسول الله (ص) صلی بالناس جماعه فی الاستسقاء، فصلی ركعتین، جهر بالقراءه فیهما و حول رداءه و رفع یدیه و استسقی. قالوا: و السنه ان یكون فی المصلی، و اذا اراد الامام الخروج لذلك وعظ الناس، و امرهم

بالخروج من المظالم و التوبه من المعاصی، لان ذلك یمنع القطر. قالوا: و قد روی عن عبدالله بن مسعود انه قال: اذا بخس المكیال حبس القطر. و قال مجاهد فی قوله تعالی: (و یلعنهم اللاعنون)، قال: دواب الارض تلعنهم، یقولون: منعنا القطر بخطایاهم. قالوا: و یامر الامام الناس بصوم ثلاثه ایام قبل الخروج، ثم یخرج فی الیوم الرابع و هم صیام و یامرهم بالصدقه، و یستسقی بالصالحین من اهل بیت رسول الله (ص) كما فعل عمر، و یحضر معه اهل الصلاح و الخیر، و یستسقی بالشیوخ و الصبیان. و اختلفوا فی اخراج البهائم، فمنهم من استحب ذلك، و منهم من كرهه. و یكره اخراج اهل الذمه، فان حضروا من عند انفسهم لم یمنعوا. و الغسل و السواك فی صلاه الاستسقاء عندهم مسنونان، و لایستحب فیهما التطیب، لان الحال لایقتضیه. و ینبغی ان یكون الخروج بتواضع و خشوع و اخبات، كما خرج رسول الله (ص) للاستسقاء. قالوا: و لایوذن لهذه الصلاه و لایقام، و انما ینادی لها: الصلاه جامعه! و هی ركعتان كصلاه العید، یكبر فی الاولی سبع تكبیرات، و فی الثانیه خمس تكبیرات. قالوا: و یخطب بعد الصلاه خطبتین، و یكون دعاء الاستسقاء فی الخطبه الاولی. قالوا: فیقول: اللهم اسقنا غیثا مغیثا، هنیئا مریئ

ا مریعا، غدقا مجللا طبقا، سحا دائما. اللهم اسقنا الغیث، و لاتجعلنا من القانطین. اللهم ان بالعباد و البلاد من اللاواء و الضنك و الجهد مالا نشكوه الا الیك. اللهم انبت لنا الزرع، و ادر لنا الضرع، و اسقنا من بركات السماء. اللهم اكشف عنا الجهد و الجوع و العری، و اكشف عنا مالا یكشفه غیرك. اللهم انا نستغفرك، انك كنت غفارا، فارسل السماء علینا مدرارا. قالوا: و یستحب ان یستقبل القبله فی اثناء الخطبه الثانیه، و یحول رداءه فیجعل ما علی الایمن علی الایسر، و ما علی الایسر علی الایمن تفاولا بتحول الحال. و كذا روی ان رسول الله (ص) فعل، و یستحب للناس ان یحولوا اردیتهم مثله، و یتركوها كما هی، و لایعیدوها الی حالها الاولی الا اذا رجعوا الی منازلهم. و یستحب ان یدعو فی الخطبه الثانیه سرا فیجمع بین الجهر و السر، كما قال سبحانه و تعالی: (انی اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا)، و كقوله تعالی: (و اذكر ربك فی نفسك تضرعا و خیفه و دون الجهر من القول). قالوا: و یستحب رفع الید فی هذا الدعاء، و ان یكثروا من الاستغفار لقوله تعالی: (استغفروا ربكم انه كان غفارا یرسل السماء علیكم مدرارا)، فان صلوا و استسقوا فلم یسقوا عادوا من الغد، و صلوا و استسقو

ا، و ان سقوا قبل الصلاه صلوا شكرا و طلبا للزیاده. قالوا: و یستحب ان یقفوا تحت المطر حتی یصیبهم، و ان یحسروا له عن رءوسهم، و قد روی ان رسول الله (ص) حسر عن راسه حتی اصابه مطر الاستسقاء. و یستحب اذا سال الوادی ان یغتسلوا فیه، و یتوضئوا منه. و قد استحب قوم من الفقهاء ان یخرج الناس للاستسقاء حفاه حاسرین، و الاكثرون علی خلاف ذلك. فاما مذهب الشیعه فی هذه المساله فان یستقبل الامام القبله بعد صلاه الركعتین، فیكبر الله مائه تكبیره، و یرفع بها صوته و یكبر من حضر معه، ثم یلتفت عن یمینه فیسبح الله مائه تسبیحه، یرفع بها صوته، و یسبح مع من حضر ثم یلتفت عن یساره فیهلل الله مائه مره یرفع بها صوته، و یقول من حضر مثل ذلك، ثم یستقبل الناس بوجهه، فیحمد الله مائه مره، یرفع بها صوته و یقول معه من حضر مثل ذلك، ثم یخطب بهذه الخطبه المرویه عن امیرالمومنین (ع) فی الاستسقاء، فان لم یتمكن منها اقتصر علی الدعاء. (اخبار و احادیث فی الاستسقاء) و جاء فی الاخبار الصحیحه رویا رقیقه فی الجاهلیه، و هی رقیقه بنت ابی صیفی بن هاشم بن عبد مناف، قالت رقیقه: تتابعت علی قریش سنو اقحلت الضرع و ارقت العظم، فبینا انا راقده- اللهم- او مهومه (و معی صن

وی) اذا انا بهاتف صیت یصرخ بصوت صحل: یا معشر قریش، ان هذا النبی المبعوث فیكم قد اظلتكم ایامه، و هذا ابان نجومه، فحیهلا بالخصب والحیا. الا فانظروا رجلا منكم عظاما جساما، ابیض بضا اوطف الاهداب سهل الخدین، اشم العرنین، له سنه تهدی الیه. الا فلیخلص هو و ولده، و لیدلف الیه من كل بطن رجل. الا فلیشنوا علیهم من الماء، و لیمسوا من الطیب، و لیطوفوا بالبیت سبعا، و لیكن فیهم الطیب الطاهر (لداته). فلیستق الرجل، و لیومن القوم. الا فغثتم اذا ما شئتم. قالت: فاصبحت- علم الله- مذعوره قد قف جلدی، و وله عقلی، فاقتصصت رویای علی الناس، فذهبت فی شعاب مكه، فو الحرمه و الحرم، ان بقی ابطحی الا و قال: هذا شیبه الحمد. فتتامت رجال قریش، و انقض الیه من كل بطن رجل، فشنوا علیهم ماء، و مسوا طیبا، و استلموا و اطوفوا، ثم ارتقوا اباقبیس، و طفق القوم یدفون حول عبدالمطلب، ما ان یدرك سعیهم مهله، حتی استقروا بذروه الجبل، و استكفوا جانبیه. فقام فاعتضد ابن ابنه محمدا (ص)، فرفعه علی عاتقه، و هو یومئذ غلام قد ایقع او كرب، ثم قال: اللهم ساد الخله، و كاشف الكربه، انت عالم غیر معلم، و مسئول غیر مبخل، و هذه عبداوك و اماوك بعذارات حرمك، یشكون الیك سنتهم ا

لتی اذهبت الخف و الظلف، فاسمعن اللهم، و امطرن علینا غیثا مغدقا مریعا سحا طبقا دراكا. قالت: فو رب الكعبه ما راموا حتی انفجرت السماء بمائها و اكتظ الوادی بثجیجه و انصرف الناس یقولون لعبدالمطلب: هنیئا لك سید البطحاء! و فی روایه ابی عبیده معمر بن المثنی قال: فسمعنا شیخان قریش و جلتها: عبدالله بن جدعان و حرب بن امیه و هشام بن المغیره، یقولون لعبد المطلب: هنیئا لك، اباالبطحاء! و فی ذلك قال شاعر من قریش و قد روی هذا الشعر لرقیقه: بشیبه الحمد اسقی الله بلدتنا و قد فقدنا الحیا و اجلوذ المطر فجاد بالماء و سمی له سبل سحا، فعاشت به الانعام و الشجر و فی الحدیث من روایه انس بن مالك: اصاب اهل المدینه قحط علی عهد رسول الله (ص)، فقام الیه رجل و هو یخطب یوم جمعه، فقال: یا رسول الله، هلك الشاء، هلك الزرع، ادع الله لنا ان یسقینا، فمد (ع) یده، و دعا و استسقی، و ان السماء كمثل الزجاجه، فهاجت ریح ثم انشات سحابا، ثم اجتمع، ثم ارسلت عزالیها، فخرجنا نخوض الماء حتی اتینا منازلنا، و دام القطر، فقام الیه الرجل فی الیوم الثالث. فقال: یا رسول الله، تهدمت البیوت، ادع الله ان یحبسه عنا. فتبسم رسول الله (ص)، ثم رفع یده: و قال: (اللهم

حوالینا و لا علینا). قال انس: فو الذی بعث محمدا بالحق، لقد نظرت الی السحاب، و انه لقد انجاب حول المدینه كالاكلیل. و فی حدیث عائشه انه (ع) استسقی حین بدا قرن الشمس، فقعد علی المنبر، و حمد الله و كبره، ثم قال: انكم شكوتم جدب دیاركم، و قد امركم الله ان تدعوه، و وعدكم ان یستجیب لكم فادعوه. ثم رفع صوته فقال: (اللهم انك انت الغنی، و نحن الفقراء، فانزل علینا الغیث، و لاتجعلنا من القانطین. اللهم اجعل ما تنزله علینا قوه لنا، و بلاغا الی حین، برحمتك یا ارحم الراحمین). فانشاالله سحابا، فرعدت و برقت، ثم امطرت، فلم یات (ع) منزله، حتی سالت السیول، فلما رای سرعتهم الی الكن ضحك حتی بدت نواجذه، و قال: اشهد انی عبدالله و رسوله، و ان الله علی كل شی ء قدیر. و من دعائه (ع) فی الاستسقاء و قد رواه الفقهاء و غیرهم: (اللهم اسقنا و اغثنا، اللهم اسقنا غیثا مغیثا، وحیا ربیعا، (وجدا) طبقا، غدقا مغدقا، مونقا عاما، هنیئا مریئا، مریعا مربعا، مرتعا، وابلا سابلا مسیلا، مجللا، درا، نافعا غیر ضار، عاجلا غیر رائث. غیثا- اللهم- تحیی به العباد، و تغیث به البلاد، و تجعله بلاغا للحاضر منا و الباد، اللهم انزل علینا فی ارضنا زینتها، و انزل علینا فی ا

رضنا سكنها. اللهم انزل علینا ماء طهورا، فاحی به بلده میتا، و اسقه مما خلقت لنا انعاما و اناسی كثیرا). و روی عبدالله بن مسعود ان عمر بن الخطاب خرج یستسقی بالعباس، فقال: اللهم انا نتقرب الیك بعم نبیك و قفیه آبائه و كبر رجاله، فانك قلت، و قولك الحق: (و اما الجدار فكان لغلامین یتیمین فی المدینه) الایه فحفظتهما لصلاح ابیهما، فاحفظ اللهم نبیك فی عمه فقد دلونا به الیك مستشفعین و مستغفرین. ثم اقبل علی الناس، فقال: استغفروا ربكم انه كان غفارا. قال ابن مسعود: رایت العباس یومئذ و قد طال عمر، و عیناه تنضحان، و سبائبه تجول علی صدره، و هو یقول: اللهم انت الراعی فلاتهمل الضاله، و لاتدع الكسیر بدار مضیعه، فقد ضرع الصغیر، و رق الكبیر، و ارتفعت الشكوی، و انت تعلم السر و اخفی. اللهم اغثهم بغیاثك من قبل ان یقنطوا فیهلكوا، انه لاییاس من رحمه الله الا القوم الكافرون. قال: فنشات طریره من سحاب، و قال الناس: ترون ترون! ثم تلاءمت و استتمت و مشت فیها ریح، ثم هدت و درت، فو الله ما برحوا حتی اعتلقوا الاحذیه، و قلصوا المازر، و طفق الناس یلوذون بالعباس، یمسحون اركانه و یقولون: هنیئا لك ساقی الحرمین.


صفحه 263.